بدأ مشواري مع السرطان منذ عام 2009 عندما كنت في الثلاثين من عمري زوجةً وأمّاً لطفلة لم تكمل عامها الأوّل بعد وقد رافقني السرطان في طريقي، غاب وعاد ولا زلت حتى اليوم اتلقّى علاجات مختلفة سنة بعد سنة. منذ البداية عاهدت نفسي على تقبّل أي شيء والمضيّ قدما بثقة وايمان في محاولة مني للبحث عن كلّ ما بوسعه تخفيف ألمي الجسدي والنفسي. بحثت عن أناس مرّوا بنفس التجربة لأعرف ما ينتظرني، انتسبت الى مجموعات دعم مختلفة، شاركت في العديد من الدورات وورشات العمل وحصلت على علاجات متنوّعة للنفس وللجسد، الا انّني شعرت دائما انّ شيئا مهما كان ينقصني واكتشفت مع الوقت انّ للإنسان في محنته حاجة ماسّة لمن يتحدّث لغته ويشاركه ثقافته الاجتماعيّة وحتى تجربتة في كثير من الأحيان. واكتشفت كذلك أنّ التنقّل من مكان الى اخر في البلاد بحثا عن الخدمات المختلفة هو امر مرهق للغاية. منذ ذلك الحين وانا أحلم بإقامة مركز في الشمال في مكان هادئ يتّسم بالبساطة، يقدّم خدمات الدعم المتنوّعة والملائمة لمجتمعنا تحت سقف واحد، في حضن الطبيعة، بعيدا عن الأقسام الطبيّة وأن يتيح هذا المركز الفرصة لكل من يريد لقاء أفراد مرّوا بتجارب مشابهة. وهو لا يقتصر على الأفراد الذين يعانون من السرطان بل انه مُتاح لكل من يريد ويسعى للحصول على راحة للنفس والجسد ممّن يواجهون امراضا صعبة هم وعائلاتهم، منذ ذلك الوقت بدأت أحلم بإقامة مركز أدما.